معلومات عن هذا الكتيب :
في حال تشخيصك إلى إصابة بمرض قلبي، أو عند تفاقم حالة مرضك القلبي فربما ينتابك القلق بشأن إمكانية استمرارك في وظيفتك أو متى يمكنك العودة إلى ممارسة وظيفتك بأقرب وقت ممكن. ونظراً لتفاوت ظروف الأشخاص عن بعضهم البعض فإنه من غير الممكن تحديد المدة التي ينبغي أن يقضيها المريض بعيدا عن موقع العمل بصورة دقيقة، بيد أن هذا الكتيب يحدد باختصار العوامل التي ينبغي أخذها في الاعتبار عند اتخاذ القرار بشأن قدرتك في العودة إلى ممارسة الوظيفة على الرغم من المرض القلبي. علماً بأن هذا الكتيب لا يعد بأي حال من الأحوال بديلا عن النصيحة المقدمة من طبيبك الخاص أو من طبيب القلب بناءا على معرفته أو معرفتها بحالتك القلبية .
المقدمة :
تتفاوت ردود الفعل من شخص لآخر عند إخبارهم بأنهم مصابون بمرض قلبي. فالبعض منهم يقرر المضي في تغيير جوانب معينة من حياتهم الاعتيادية ومثال ذلك تغيير طبيعة العمل مثلا أو مكان السكن، فيما يرغب آخرون في العودة لروتينهم الطبيعي وخصوصاً فيما يتعلق با لعودة إلى ممارسة نفس عملهم المعتاد بأسرع وقت ممكن .
الخبر السار هو أنه على الرغم من تشخيصهم بالإصابة بمرض قلبي فإن بإمكان العديد من المرضى العودة إلى مزاولة أعمالهم.إذ يمكن لبعضهم العودة لممارسة نفس مهام الوظيفة التي كان يؤديها قبل إصابته بمرض القلب فيما يقوم البعض بإجراء بعض التغيرات على كمية وعبء العمل أوعلي المهام المناطة بهم . بينما يقرر الآخرون مغادرة وظائفهم الحالية وإعادة التدرب على وظائف أخرى تتطلب جهدا بدنيا أقل .
و لا ريب أن السبب الرئيس لممارسة العمل لدى معظم الناس يكمن في الحصول على دخل مالي. كما أن طبيعة العمل قد تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الثقة بالنفس وتحسين الصحة العامة و الرفاهية. وفي الغالب فإننا تلتقي بمعظم الأصدقاء والمعارف في eموقع العمل. لذا فإن العودة للعمل تعد مرحلة هامة من مراحل التماثل للشفاء من المرض القلبي كالأزمات القلبية مثلا. وإذا كان لديك خطة جديدة للعودة إلى العمل فقد يكون بإمكانك العودة إلى عملك وممارسة كافة المسؤوليات المناطة بك. أو ربما ينبغي عليك تحديد خيار آخر أكثر واقعية.
. وإذا قررت عدم العودة إلى عملك السابق المدفوع أجره , فربما يمكنك الحصول على عمل آخر مناسب كفيل بتحقيق رغبتك في عمل أكثر واقعية، فقد ترغب مثلا في العمل الجزئي التطوعي إما كنقطة انطلاق إلى وظيفة أخرى أو كجزء من حياتك التقاعدية.
العوامل المؤثرة على عودتك للعمل :
هناك عدة أمور ينبغي أن تضعها في الاعتبار عندما تفكر بالعودة إلى العمل بالنظر إلى مرضك القلبي .
نوع المرض القلبي لديك، و هل حالتك مسقرة وتحت السيطرة أم لا
نوع العلاج الذي تحتاجه وكم يلزمك من الوقت لكي تتماثل للشفاء بعد المعالجة .
نوع العمل الذي تمارسه، قهل يتضمن عملك حمل أشياء ثقيلة أو الحفر أو تشغيل معدات ثقيلة
هل أنت بحاجة إلى رخصة لممارسة عملك، و، وذا كان الأمر كذلك، فأي نوع من الرخص تحتاجة ؟
عوامل أخرى تتضمن :
• مدى الاجهاد الناجم عن الوظيفة
• مستوى ثقتك بنفسك
• مدى قلقك عن مرضك القلبي
• ماهي المسافة التي يجب عليك قطعها للوصول إلى عملك، و ماهية طبيعة عملك أو المؤسسة التي تعمل لديها - التي تعنى بتنظيم إجراءات العمل والتي قد تقتضي أنظمتها على إمكانية عودتك لممارسة عملك من عدمه والفترة التي يسمح لك بعدها بالعودة إلى عملك بالنظر إلى مرضك القلبي.
سوف يتم التطرق إلى كافة العوامل المشار إليها لاحقاً .
مرضك القلبي:
إن نوعية المرض القلبي الذي تعانيه و مدى خطورته تعتبر من أهم العوامل الرئيسية المؤثرة في سرعة عودتك إلى ممارسة عملك، فعلى سبيل المثال قد تكون مصاباً بـ:
أمراض قلب تاجية (خناق أو نوبة قلبية )
اعتلال الصمامات القلبية ( أمراض تصيب صمامات القلب)
اضطراب النظم (ضربات قلب غير منتظمة )
إعتلال عضلة القلب (مرض عضلة القلب ) او
مرض قلبي خلقي (مرض قلبي ينشأ منذ الولادة)
إن مرض ارتفاع ضغط الدم لايعد بالقطع مرضاً قلبياً، ولكنه أحد عوامل الخطر المؤدية للاصابة بأمراض الشرايين التاجية (عامل الخطر هو شيء ما يزيد من خطر الإصابة بمرض ما )
إن العديد من الأشخاص المصابين بمرض ضغط الدم والذين يتم التحكم فيه قادرون على الاستمرار في عملهم بشكل طبيعي . وعلى أية حال فإن كنت مصاباً بمرض ارتفاع الضغط غير المتحكم به، فإن جميع العوامل المذكورة في صفحة (7) تعد ذات صلة .
كما أن بعض الأشخاص يمكن تشخيص حالتهم إلى قصور قلبي، بسبب ما يعانونه من مرض قلبي. فإذا كنت مصاباً بقصور القلب، فإن جميع العوامل المذكورة في صفحة (7) تعتبر هامة بالنسبة إليك إذا كنت تنوي العودة إلى العمل .
لقد قمنا باعداد نتجنا عدد من الكتيبات عن حالات القلب التي ذكرت أعلاه. يرجى الرجوع إلى صفحة 33 التي تضم قائمة الكتيبات والصفحة 32 بشأن طريقةطلب نسخ من الكتيبات المذكورة.
هل حالتك مستقرة أو غير مستقرة ؟ أيا كان نوع مرضك القلبي فعلى الأرجح أنه باستطاعتك العودة إلى العمل إذا كانت حالتك مستقرة والأعراض تحت السيطرة .
مامعنى مستقر وغير مستقر :
مرض القلب المستقر تعني أنها تحت السيطرة مع المعالجة، فمثلا : يمكن أن يؤدي الخضوع للمعالجة عن طريق توسيع الشرايين التاجية عبر قسطرة القلب إلى استقرار أمراض القلب التاجية و تخفيف أعراض الذبحة. فيما يمكن أن تساهم المعالجة الدوائية مثل حاصرات "بيتا" في التحكم باضطراب النظم القلبي مما يقلل من احتمالات التعرض لنوبات متواصلة من الخفقان السريع.
يصاب العديد من الأشخاص بذبحات صدرية من جراء التعرض لمستوى معين من الإجهاد المرتبط بالتمارين بيد أنه يمكن السيطرة عليها بصورة كبيرة من خلال استخدام الأدوية الطبية، حيث تعرف هذه الحالة بالذبحة المستقرة .
الذبحة الغير مستقرة هي تلك التي يتعرض لها الشخص للمرة الأولى أو تحدث من جراء تفاقم الذبحة الصدرية المستقرة أو تغير نمطها، فمثلا يمكن أن يتعرض الشخص لألم الذبحة الصدرية بعيد ممارسة كمية غير متوقعة من التمارين أو عند التعرض للضغوط النفسية والإجهاد أو حتى عند الراحة .
و تبعاً لذلك فسوف يقوم طبيبك الخاص أو طبيب القلب بمساعدتك على تحديد مدى استقرار حالة مرضك القلبي وهل مرضك تحت السيطرة أم لا!
عند شعورك بتفاقم أعراض مرضك القلبي وتواتر شعورك بتلك الأعراض، فينبغي عليك المسارعة في إشعار طبيبك بذلك.
الأعراض المرضية لمرض القلب غير المستقر :
الأعراض التالية قد تعني أن مرضك القلبي غير مستقر.
• عند إحساسك بألم أو ضيق في الصدر عند بذل الجهد الطفيف أو عند شعورك بألم أو تضيق في الصدر للمرة الأولى .
• عند إحساسك بألم أو تضيق في الصدر أثناء النوم أو عند الراحة.
• عند إحساسك بضيق التنفس أثناء عمل مجهود لأول مرة عند تكرر شعورك بضيق التنس أكثر من المعتاد أو عند بذل مجهود طفيف.
• عند إصابتك بالخفقان للمرة الأولى أو تكرار إصابتك بالخفقان أكثر من المعتاد.
• عند شعورك بالإغماء أو المرض من دون سبب واضح .
عند إصابتك بأي من الأعراض المذكورة أعلاه أو اي أعراض أخرى تعتقد أنها مرتبطة بمرض القلب فينبغي عليك التحدث إلى طبيبك العام أو طبيب القلب والذي باستطاعته/ والتي باستطاعتها مساعدتك تحديد مدى لياقتك للعمل من عدمه وتقديم النصيحة اللازمة لك بخصوص الفحوص اللازمة أو العلاج اللازم الذي ينبغي عليك الخضوع له، أما في حال إصابتك سابقاً بنوبة قلبية، فأن الفترة التي تحتاجها للتوقف عن ممارسة عملك تعتمد على مدى الضرر الذي لحق بعضلة القلب نتيجة للنوبة القلبية و على طبيعة عملك الذي تؤديه.
وعلى إثر ذلك فسوف يساعدك كل من طبيبك العام وطبيب القلب بالإضافة إلى فريق إعادة التأهيل القلبي على تحديد الفترة الزمنية التي يمكن خلالها أن تكون لائقا ُ بدرجة كافية للعودة إلى عملك.
العلاج المطلوب ووقت تماثلك للشفاء :
يوجد العديد من الطرق العلاجية الخاصة بعلاج المرض القلبي، ويمكن تقسيمها– بصفة عامة – إلى (3) أنواع:
• المعالجة الدوائية: و تتضمن تناول الحبوب / الكبسولات لفترة طويلة قد تستمر مدى الحياة.
• المعالجة المبضعية / الجراحية المحدودة: وهي عبارة عن إجراء جروح صغيرة جدا تتم باستخدام التخدير الموضعي عوضاً عن التخدير العام، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:توسيع و تدعيم الشرايين التاجية لمعالجة تضيقات الشرايين التاجية أو المعالجة باستخدام الكي القسطري/ الترددات الراديوية لإزالة اضطراب النظم. و قد تم التطرق لهذه الطرق بالتفصيل في الكتيبات الخاصة بقسطرة القلب عمليات الترقيع التحويري للشرايين التاجية والخفقان . والجدير بالذكر أن بعض الأمراض القلبية قد تقتضي تناول الأدوية العلاجية بالإضافة إلى طرق المعالجة المذكورة آنفاً
الجراحة :
يتضمن النهج التقليدي لعمليات القلب الجراحية إجراء جرح / شق كبير على طول عظام الصدر، فيما يتضمن النهج الجديد في الجراحة والذي يسمى الجراحية (المبضعية المحدودة) إجراء جرح/ شق أصغر من ذلك. وفي حال خضوعك لعملية قلب جراحية فقد يقتضي الأمر بالاضافة لذلك تناول أدوية طبية. يتراوح طول وقت التماثل للشفاء بعد كل نوع من أنواع المعالجة السابقة حيث يعتمد ذلك على نوع الإجراء المبضعي الذي خضعت له، وبشكل عام فكلما كان الاجراء الجراحي أكثر مبضعية كلما طالت الفترة اللازمة للتماثل للشفاء. فعلى سبيل المثال فإن الوقت المتوقع للتماثل للشفاء بعد الخضوع لقسطرة قلبية لتوسيع وتدعيم الشرايين التاجية يعتبر أقصر كثيراً من الفترة اللازمة للتماثل للشفاء بعد الخضوع لعملية ترقيع تحوير للشرايين الناجية.
وعند لجوء الطبيب إلى الطريقة التقليدية لجراحة القلب والتي تتضمن كسر عظام الصدر فسوف ينصحك الطبيب بتجنب رفع الأحمال الثقيلة لفترة تتراوح بين شهرين إلى (3) أشهر لحين لحين التئام عظام الصدر. بالاضافة لذلك فإن وقت تعافيك وتماثلك للشفاء يعتمد بصورة كبيرة على حالتك الصحية العامة و على مدى نجاعة طريقة المعالجة في استقرار وتحسين مرضك القلبي، و لا يمكن بأي حال تحديد الوقت اللازم للتماثل للشفاء لكل شخص بعد كل نوع من طرق المعالجة المذكورة.
إذ يحبذ أن تقوم بمناقشة وضعك الصحي مع طبيب القلب الخاص بك وطبيبك العام أو مع فريق إعادة تأهيل القلب.
السياقة/ قيادة السيارة :
يوجد قيود على قيادة المركبات بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض قلبية محددة. و من غير الممكن حصر جميع التفاصيل المتعلقة بقيادة المركبات للمرضى المصابين بأمراض قلبية إذ يعتمد ذلك على نوع الرخصة التي تملكها المرض القلبي ومدى استقرار الحالة المرضية..
كما ينبغي عليك إشعار شركة تأمينك بحالة مرضك القلبي لتتأكد من أن تأمينك لا يزال صالحا.
طبيعة عملك
إذا كنت ممن يمارسون الأعمال اليدوية والتي تتضمن رفع أو تحريك الأشياء الثقيلة أو تشغل المعدات الثقيلة وقد تم تشخيص حالتك للتو إلى مرض قلبي فإن عليك أن تناقش مدى إمكانية لياقتك للعودة إلى العمل مع طبيبك العام او طبيب القلب.
كما ينبغي عليك التوقف عن حمل الأشياء الثقيلة أو تشغيل المعدات الثقيلة في حال شعورك بألم في صدرك أو إنزعاج اوحتى ضيق في التنفس أو خفقان في القلب عند قيامك بكمية قليلة من الجهد البدني أو التمارين.
وإذا أخبرك طبيبك بأن عليك تجنب هذه الأنواع من النشاطات فينبغي عليك إبلاغ جهة عملك أو مرؤوسك بذلك. قم بمناقشة إمكانية تغيير دورك الحالي او عبء العمل المناط بك حتى يقرر طبيبك إمكانية عودتك لممارسة دورك السابق في العمل.
و في حال عدم إمكانية ذلك، قم بمراجعة القسم الخاص بتغيير الوظيفة بسبب المرض القلبي في صفحة 27 للحصول على معلومات أكثر.
أما إذا كانت طبيعة عملك تقتضي الجلوس، فمثلا إذا كنت تعمل على مكتب مع جهاز حاسب فمن المحتمل أن تكون قادراً على العودة لممارسة عملك بصورة أسرع من الأشخاص الذين تقتضي طبيعة أعمالهم اليومية حمل الأشياء الثقيلة. وعلى أية حال فقد يتطلب الأمرمناقشة إمكانية تغييرالأعمال المناطة بك حتى تتأكد من إمكانية قيامك بالأعمال المناطة بك سابقاً.
عوامل أخرى :
الإجهاد :
يحدث الإجهاد عادة عند الشعور بعدم القدرة على التعامل مع المهام الكبيرة المناطة بالشخص. فعلى سبيل المثال قد يكون بامكانك التعامل بصورة جيدة مع كمية وعبء العمل المناط بك، بيد أنه عند شعورك بالمرض فقد يصبح هذا العمل شاق جدا عليك . ولا ريب أن العديد من الأشخاص ينتابهم القلق بأن الإجهاد الناجم عن العمل قد يؤدي إلى تفاقم مرضهم القلبي أو إلى زيادة خطر إصابتهم بمضاعفات مرضية كالاصابة مثلاً بنوبة قلبية. و لا يمكننا الجزم بأن الاجهاد يعتبر أحد عوامل الخطر الأكيدة المؤدية للاصابة بأمراض الشرايين التاجية ولكننا نعتقد بأن الإجهاد يمكن أن يساهم في حدوث مثل هذه الأمراض .
إن ما توصل إليه العلم حتى الآن يؤكد ان بامكان الإجهاد أن يؤثر بصورة سلبية على القلب عن طريق إفراز هرمونات معينة تزيد من ضغط الدم وقد تحث على تجلط الدم في الشرايين. كما أن من شأن لإجهاد زيادة إنتاج هرموني الكورتيزول والأدرينالين وهي مواد كيميائية تساهم في تهيئة الجسم للتفاعل مع التحديات الجديدة. ويجري حالياً إجراء عدد من البحوث لدراسة وفهم الآثار الناجمة عن إفرازالجسم للعديد من المواد الكيميائية و كيف يؤدي ذلك إلى تكون الترسبات الدهنية التي تتجمع في الشرايين ومما يفضي إلى زيادة إحتمال تخثر وارتفاع ضغط الدم.
إن الطريقة التي يتعامل الشخص من خلالها مع الضغوط النفسية يمكن أن تؤدي إما لزيادة أو تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية. فعلى سبيل المثال فأن الأشخاص الذين يلجأون للتدخين أو الأكل بشراهة أو الافراط في شرب الكحوليات للتعامل مع الإجهاد يزداد لديهم خطر الاصابة بأمراض القلب.
و في حين أن الأشخاص الذين يتعاملون مع الاجهاد عن طريق المشي السريع أثناء وقت الغداء أو بالذهاب إلى الصالة الرياضية بعد العمل يقللون من خطر الإصابة. وتبعاً لذلك فإن من المهم أن ندرك أن بعض ضغوط الحياة يمكن أن تكون إيجابية، وخاصة إذا سنحت لك بممارسة النشاطات المفيدة.
وقد نتصور أن الملل قد يكون مسبباً للضغوط بقدر ما يسببه كثرة الأهمال المناطة بنا. لذلك فإن كل منا حري بأن يكون أكثر الأشخاص قدرة على تحديد مستوى الضغوط الذي يمكنه التعامل معه. تحدث مع رئيسك أو جهة عملك إذا أمكنك ذلك عن مستوى الضغوط الذي تعتقد بأن بإمكانك تحملها. و للحصول على معلومات إضافية، يرجى الرجوع إلى الكتيب الخاص بـ "لإجهاد وقلبك".
انعدام الثقة والقلق:
من الطبيعي أن يشعر أي شخص بالقلق أو الاحباط عند تشخيص حالته إلى نوبة قلبية أو مرض قلبي أو في طريق عودته للمنزل بعد مغادرته المستشفى حينما يتوقع للتو بتحسن حالته للأفضل أو ربما يساوره هذا الشعور بعد بضعة أشهر . قد يكون هذا الشعور ناجم عن عدة اسباب مختلفة، فعلى سبيل المثال قد يساورك القلق عند عدم ملاحظة تحسن ملحوظ في وضعك الصحي أو خوفاً من إصابتك بنوبة قلبية أخرى أو ربما تشعر بالخوف من الموت. و قد تراودك الشكوك بشأن مدى نجاح طريقة معالجتك أو عمليتك الجراحية. وقد يستغرق الأمر وقتا طويلا لتدرك مغزى مرضك القلبي. و لا ريب أن هذه المخاوف والتغيرات العاطفية تعتبر ردود فعل طبيعية للضغوط والإجهاد النفسي الذي يراودك بشأن ما يحدث لك. ومن المحتمل أن تمر بأوقات جيدة وأخرى سيئة. و على أية حال فإن معظم الناس يشعرون با التحسن مع مرور الوقت وعندما يعودون إلى روتينهم المعتاد حيث يقل شعورهم بالقلق بصورة تدريجية. إن عودتك إلى ممارسة العمل وإلى روتينك المعتاد قد يساهم في تخطي فترة القلق تلك. وقد يصبح العمل مصدر إجهاد نفسي بالنسبة ، وعندئذً ينبغي عليك التحدث إلى رئيسك أو جهة عملك لمحاولة إحداث بعض التغييرات للتخفيف من عبء العمل المناط بك.
و قد تقتضي الضرورة لتسهيل عودتك للعمل وكسبب ثقتك بنفسك مجددا أن تعود لممارسة عملك بصورة مرحلية و ذلك بالبدء بممارسة العمل لمدة يومين أو ثلاثة أيام بالأسبوع لحين استعادة تقتك بصورة أكبر. وفي حال عدم موافقة أو عدم استطاعة رئيسك أو جهة عملك تحقيق ذلك، يمكنك مراجعة الجزء الخاص بتغيير الوظائف بسبب المرض القلبي في صفحة 27 للحصول على معلومات اضافية بشأن ذلك.
مكان العمل والأنظمة المهنية :
مكان العمل والأنظمة المهنية :
إن القوانين والأنظمة تقتضي خضوع فئات معينة من الأشخاص مثل الطيارين والعاملين على منصات البترول أو في القوات المسلحة لفحوصات صحية منتظمة. فإن كنت تنتمي إلى أحد هذه الفئات وتعاني من مرض قلبي فقد يطلب منك رئيسك أو جهة عملك الخضوع لفحوصات صحية خاصة وإعادة تقييم حيث سيتم إشعارك بنوع الفحوص التي ينبغي عليك إجرائها قبل العودة إلى ممارسة عملك.
وفي المقابل يوجد لدى بعض المؤسسات أو الجهات الحكومية التي تحتوي على عدد كبير من الموظفين قسم خاص بصحة الموظفين يمكنه تقييم الموظفين المصابين بأمراض قلبية لتقييم مدى أمكانية عودتهم لممارسة أعمالهم من عدمه وتحديد كمية وطبيعة العمل الملائم لهم.
التقاعد المبكر أو التسريح من العمل مع المحافظة على الحقوق :
قد تشعر بالرغبة في العودة إلى العمل بنفس الطاقة التي كنت عليها من قبل. فإذا كان طبيبك موافقاً على ذلك، فلا يوجد أي سبب يمنعك من ذلك. وعلى أي حال فإنه ينبغي عليك عندئذً التوقف والتفكير بجدية و الموازنة بين عملك وحياتك المنزلية. و في حين يوجد لدى بعض الأشخاص شعور مختلف تجاه عملهم حيث يسعون إلى طي صفحة العمل عند مغادرة موقع العمل في نهاية يوم العمل، يختار البعض الآخر تقليل الوقت الذين يقضونه في عملهم عبر العمل الجزئي وتقليل عدد ساعات العمل فيما يسعى آخرون إلى النظر في رزمة التقاعد المبكر أو التسريح من العمل مع المحافظة على الحقوق المقدم من صاحب أو جهة العمل.
بالنظر إلى العواقب الاقتصادية و العملية الناجمة عن التقاعد المبكر للفرد وعائلته، فإنه ينبغي عليك قبل اتخاذ القرار الحصول على جميع المعلومات من صاحب أو جهة العمل. وفي حال التقاعد المبكر فلن يكون بمقدورك المطالبة براتب التقاعد حتى تصل إلى العمر المطلوب لتقاضي هذا المعاش. لذا ينبغي عليك الاتصال بالجهات المعنية للحصول على المعلومات اللازمة بخصوص مرتبات وشروط التقاعد.
الوقت المستغرق للوصول إلى العمل
لا يوجد دليل محدد مفاده أن قطع مسافات طويلة كل يوم يؤدي إلى تفاقم مرض القلب. و في حال تماثلك للشفاء من مرضك القلبي و استقرار حالتك الصحية فلا يوجد سبب يمنعك من العودة إلى روتينك المعتاد بما في ذلك القيادة للعمل، بيد أن من الحكمة أن تتحدث إلى طبيبك أو ممرضتك بخصوص هذا الموضوع. و على أية حال فإن بعض الأشخاص قد يصاب بالاجهاد من جراء الذهاب للعمل وبخاصة إذا كان ذلك يقتضي السفر لمسافات طويلة ذهابا وإيابا كل يوم. و حسب ما تم ذكره في صفحة 17 فر يمكننا الجزم بأن الجهد يعد عامل خطر أكيد للاصابة بأمراض الشرايين التاجية بيد أننا نعتقد أن الاجهاد قد يكون عاملاً مساهماً في حدوث مثل هذه الأمراض. لذا فإنه ينبغي عليك اتخاذ القرار بشأن الإستمرار من عدمه في السفر لمسافات طويلة أثناء العمل و موازنة ذلك بالاضافة إلى جميع العوامل الأخرى التي ذكرناها سابقا .
د.حسام كرار
طبيب مقيم أول